كلمة رئيس الجامعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الّذي عمَّ بِفَضْلِه، وَمَنَّ بِعَدْلِه، ووَسِعَ بِرحْمَتِه، حَمْدَ مُعْتَرِفٍ بِمَا أَوْلَاهُ وَآتَاه، مُغْتَرِفٍ مِنْ فَيْضِ نُعْمَاهُ وَرُحْمَاه، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحمَّدٍ مُصْطَفاهُ ومُجْتَبَاه، وَخِيْرَتِهِ مِنْ أَنْبِيَائِه، وصَفْوَتِهِ مِنْ أَوْلِيَائِه، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّين. وبَعْدُ،،،
امتثَالاً لأمرِ اللهِ العظيم القائلِ في مُحكمِ كتابهِ العزيز: ﴿وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث﴾ (الضّحى: 11)، نُقدِّمُ بِمَا يتَّسعُ المقامُ لذكرهِ من إنجازاتٍ تُؤصّلُ حَقَائِقَ بِأَعْيَانِهَا، تَتَّصِلُ بِالوَاقِعِ العَمَلِيِّ بِصِلاتٍ مَتيْنَة، ذلك أنَّ جامعةَ الزرقاء لَمْ تَأْلُ جُهْدًا فِي شَقِّ طَرِيقِهَا نَحوَ التَّمَيُّزِ المَنْشُودِ بِخُطىً حَثْيْثَة، فَكَانَتْ وَمَا تَزَالُ أُنْمُوذَجًا للتّدرِيْسِ الجَامِعِيِّ الرَّصِيْن، ومِثَالًا يُقتَدَى في رَفعِ كِفَايَةِ مسِيْرَتَي التَّعَلُّم والتَّعْلِيْمِ مَحَلِّيًا ودَوْلِيًّا؛ لتحُلَّ بذلك مكانةً ساميةً، علَتْ فيها أترابَها من المؤسّساتِ التّعليمِيّةِ الرَّائدةِ، مذلِّلةً بذلك كلَّ الصعوباتِ والتحدّياتِ الّتي تواجهُ قطاعَ التّعليمِ في الحقبةِ الدّقيقةِ الّتي نعيشُها. فَقَدْ خَطَتْ جَامِعَةُ الزّرقاءِ –بدايةً- خُطُوَاتٍ رَاسِخَةً وَاثِقة في الحُصُوْلِ عَلَى الاعْتِمَادِ المَحَلِّيِّ لِجَمِيْعِ بَرَامِجِهَا الأكَادِيْمِيَّةِ المُتَنَوِّعَةِ الشّاملة، المُتَوَافِقَةِ مَعَ احْتِيَاجَاتِ المُجْتَمَعِ المَحَلِّيّ، فَضْلًا عَنِ الحُصُوْلِ عَلَى الاعْتِمَادَاتِ الدَّوْلِيَّةِ لِتِلكَ البَرَامِج، إِيْمَانًا مِنْهَا بِضَرُوْرَةِ التَّعَاونِ مَعَ الجَامِعَاتِ المَحَلَّيَة والإِقْلِيْمِيَّةِ والدَّوْلِيَّة، فِي مُخْتَلَفِ المَجَالاتِ التَّعْلِيميَّة، ومَا يتَّصِلُ بِهَا مِنِ اتَّفَاقيَّاتٍ تُعْنَى بالشَّئون الأكَادِيْمِيَّةِ وَالبَحْثِيَّة، وضَمَانِ جَوْدَةِ التَّعليْمِ العَالِي، وخِدْمَةِ المُجْتَمَع. ووَاصَلَتِ الجَامِعَةُ السَّعْيَ فِيْ اسْتِحْدَاثِ البرامجِ الأكادِيْمِيَّةِ المُتَخَصِّصَةِ فِي شَتَّى حُقُوْلِ المَعْرِفة، الّتِي شَكَّلَتْ فِي مَجْمُوْعِهَا، رَافِدًا خَصْبًا لِكُلَّيَاتِ الجَامِعةِ الأَرْبَعَةَ عَشَر، بِما حَوَتْهُ مِنْ تَخَصُّصَات انْتَظَمَتْ فِي ثَلَاثَةٍ وأَرْبَعِيْنَ تَخَصُّصًا، تَشْمَلُ جَمِيْعَ الحُقُوْلِ المَعْرِفِيَّة الّتِي تُعْنَى بالجَوَانِبِ الإنسَانِيَّةِ والعِلْمِيَّةِ وَمَا يَتَفَرَّعُ عَنْهُمَا مِن مَجَالَاتٍ تَطْبِيْقِيَّة، بِالإِضَافَةِ إِلَى اهْتِمَامِ الجامِعَةِ المَوْصُول، بتَطويْرِ الكفايَةِ العِلميَّةِ لأعضَاءِ الهَيْئَةِ التَّدْرِيْسِيَّةِ وَفقَ المعايِيْرِ الدّوْليَّةِ، واسْتِقْطَابِ الكَوَادِرِ التَّعْلِيْمِيَّةِ المُتَمِيَّزَة، للارْتِقاءِ بِالمسيْرَةِ العِلميَّةِ بالنَّظرِ للمُستَويَاتِ المَحَلِيَّةِ والإِقْلِيْمِيَّةِ والدَّوليَّة. وَفِي هَذَا السِّيَاق، لَمْ تَدَّخِرْ الجَامِعَةُ جُهْدًا فِي تَحْقِيْقِ رُؤْيَتِهَا ورِسَالَتِهَا وَاقِعًا مَلْمُوْسًا، فَقَدْ عَمِلَتِ عَلَى تَوْفِيْرِ القاعَاتِ التّدْرِيْسِيَّةِ، والمُدرّجات، والمُخْتَبَراتِ العِلْمِيَّةِ المُتَطَوِّرةِ وَتَجْهِيْزِهَا بِمَا يُلَائِمُ مُتَطَلَّباتِ التَّعْلِيْمِ العَالِي وَمُرْتَكَزَاتِه، والقَادِرَةِ عَلَى تَلْبِيَةِ حَيْثِيَاتِ التَطْبِيْقِ العِلْمِيِّ لِلمَعْرِفَةِ المُتَخَصِّصَة، المُعْتَمِدَةِ عَلَى أَحْدَثِ التِّقَنِيَّاتِ والنُّظُمِ التَّعْلِيميَّة، كَمَا سَعَتْ إلَى إِثْرَاءِ مَكْتَبَةِ الجَامِعَةِ المَرْكَزِيَّةِ، والفُرُوعِ المُنْبَثِقَةِ عَنْهَا بِالمَرَاجِعِ المُهِمَّةِ، لِغَايَات تَطْوِيْرِ أُسُسِ البَحْثِ العِلْمِيِّ وَتَفْعيْلِهِ عَلَى الوَجْهِ الأَمْثَل، فَضَلًا عَن إِثْرَائِهَا بِقوَاعِدِ بَيَاناتٍ عَالميَّةٍ مُتَنَوِّعَة، خِدْمَةً لعَمَلِيَتي التَّعَلُّمِ والتَّعْلِيْم. يَنْضَافُ إلَى ذَلِكَ اعْتِنَاء الجَامِعَةِ بالأنْشِطَةِ اللامَنْهَجِيَّةِ للطّلبةِ، كالاهتِمامِ بالأنديّةِ الطّلَّابيَّةِ، والمَرَافِق الرِيَاضِيَّة من صالاتٍ وملاعِب، وَتَقْدِيْمِ الخِدْمَاتِ الإرشاديَّةِ وَالمِهَنِيَّة، وعَقْدِ الدّوْرَاتِ التّدرِيبيّةِ؛ لإغْنَاءِ تجربتهم التَّعْلِيْميَّةِ، وتحفيزِ مَوَاهِبِهِمْ وَصَقْلِهَا، كَلَوْنٍ مِن الإعْدَادِ والتَّهْيِئَةِ لِمَا بَعْدَ التَّخَرُّج، كَمَا أَوْلَتْ الجَامِعةُ خِدْمَةَ المُجْتَمَعِ المَحَلِّيّ أَهَمِيَّةً لَافِتَةً، وَلَعَلَّ النَّشَاطَ المُتَفَرِّد الّذي يَقُوْمُ بِهِ مَرْكَزُ التَّعْلِيْمِ المُسْتَمِرِّ وخِدْمَةِ المُجْتَمَع التّابِعِ للجامعة، أَصْدَقُ دَلِيْلٍ على الشّراكَةِ المَتِيْنَةِ الّتي تَرْبِطُ الجَامِعَةَ بالمُجْتَمَع المَحلِّيّ؛ وذلكَ مِن خِلَالِ تَقْدِيْمِ بَرَامِجِ التَّدْرِيْبِ والتَّعْلِيْمِ المُسْتَمِرّ، وَالإرْشَادِ المَيْدَانيّ، وَتَقْدِيْمِ الخِبْرَة وَالمَشُوْرَةِ فِي النَّوَاحِي التَّطْبِيْقِيَّةِ المُتَنَوِّعَة، بالإضَافَةِ إلَى اسْتِضَافَةِ العَدِيْدِ مِنَ الأَنْشِطَةِ المَحَلِيَّةِ والإِقْلِيْمِيَّةِ دَاخِلِ الحَرَمِ الجَامِعيّ. والحقُّ إنَّ هذهِ الإنجازات العظيمة الّتي خَطَت بواسطتها جامعة الزرقاء خطواتٍ واثقةً نحو العَالَميَّة، مَا كَانَت لتَتَأصَّل لَولا الجُهوْدِ المَوْصُولَة لمجلسِ إدارةِ شركةِ الزرقاءِ للتعليمِ والاستثمار؛ ممثَّل برئيسِهِ سعادةِ الدكتور محمود أبو شعيرة الأَكْرَم؛ وجهود مَجْلِسِ أُمَناءِ الجَامعة، مُمَثَّل بِرَئِيْسِهِ مَعَالِي المهندس سمير الحَباشنة الأَكْرَم.
وأخيرًا نسألُ الله العظيم أن يحفظَ الأُرْدُنَّ ويُديمهُ وَطَنًا للخَيْرِ وَالعَطَاءِ وَالحَضَارَةِ وَالبِنَاء، في ظِلِّ حَضْرَةِ صَاحِبِ الجَلَالَةِ الهَاشِمِيَّةِ المَلِكِ عَبْدِ اللهِ الثّانِي ابْنِ الحُسَيْنِ المُعَظَّم، وَوَلِيِّ عَهْدِهِ الأمِيْن.
وآخر دعوانا أنَّ الحمدَ للهِ رَبِّ العالمين، والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاته،،،
رئيس الجامعة